الجزء الرابع
تأليف
ابي بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب


فيما بحدث بالصوت وما بصلح خشونة قصبة الرئة وفى بحوحة الصوت

  المقالة الأولى من كتاب الأعضاء الألمة : قال : كان رجل يعالج بالحديد في أيام الشتاء فبرد منه العصب الراجع إلى فوق فانقطع صوته فداوينا هذا العصب بما يسخنه فرجع صوته ، وكثيراً ما ينقطع هذا العصب في علاج الخنازير فيذهب نصف الصوت إذا قطع من جانب.
  الرابعة (1) : الصوت يبطل أو يضعف عند آفة تحل بالعصب الذي يأتي / عضل الحنجرة ، أو عند نزلة تلي الحلق والحنجرة ، او عند الصياح الشديد أو عند الورم الحار يحدث أولاً فإن هذا يورم هذه الأعضاء ، أو عند انقطاع مادة كالحال في ضيق النفس ، أو فالج في آلات النفس أو جراحات الصدر.
  السابعة من الميامر : قال : انقطاع الصوت ربما كان من أجل النوازل التي تنزل من الرأس إذا طال مكثها ، وربما كانت لاحتباس مدة في فضاء الصدر أو القرحة في الرئة او لصياح.
  البحوحة (2) : بحوحة الصوت تكون من هذه الأسباب بأعيانها وتكون أيضاً من استنشاق هواء بارد ، وانقطاع الصوت وبحوحته من جنس واحد ، والفرق بينهما في

**************************************************************
(1) أي المقالة الرابعة من كتاب تعرف علل الأعضاء الباطنة ويعرف أيضاً بالمواضع الألمة لجالينوس وهو الكتاب يشتمل على ست مقالات وغرضه فيه أن يصف دلائل يستدل بها على أحوال الأعضاء الباطنة إذا حدثت بها الأمراض وعلى تلك الأمراض التي تحدث فيها أي الأمراض هي ووصف في المقالة الأولى وبعض الثانية منه السبل العامية التي تتعرف بها الأمراض ومواضعها وكشف في المقالة الثانية خطا أرخيجانس في الطرق التي سلكها في طلب هذا الغرض ثم أخذ في باقي المقالة الثانية وفي المقالات الأربعة التالية لها في ذكر الأعضاء الباطنة وأمراضها عضواً عضواً وابتدأ من الدماغ وهلم جرا على الولاء يصف الدلائل التي يستدل بها على واحد واحد منها إذا اعتل كيف تتعرف علته إلى أن انتهى إلى أقصاها ـ عيون الأنباء 1 / 92 .
(2) البحوحة هي انقطاع الصوت ، فهما من جنس واحد بفرق يسير كما سيجيء بعد مفصلاً .

 الحاوي في الطب ج (4)  ـ 4 ـ

  القلة والكثرة ، وذلك أن انقطاع الصوت يكون إذا كانت آلات الصوت قد ابتلت واستنقعت بالرطوبة / ابتلالاً شديداً واستنقاعاً يعسر انحلاله ، والبحوحة إنما تكون إذا كلها كانت هذه الآلات قد ترطبت قليلاً ، فأما الكائن من الصوت العظيم الحاد فإنه يحدث لداخل قصبة الرئة والحنجرة تورماً ، وكما أن الحمام ينفع الأعضاء الخارجة إذا أصابها إعياء والمروخات اللينة كذلك ينفع هذا العضو الحمام والأدوية الملينة التي هي تماسه ولذللک تري المناديين والمستعملين للصياح الشديد يکثرون الاستحمام ويا کلون الأطعمة المرخية ، وإذا هم أحسوا بخشونة استعملوا الأشياء المغرية المبردة فإن لم تخف عنهم استعملوا بعد ذلك الأدوية الحلقومية ويجعلون طعامهم باللبن والنشاء والبيض والأطرية فإن لم يبرؤوا بهذه وضعوا تحت ألسنتهم الحب الذي يذهب الورم ويفشه أعني المتخذ بالشراب الحلو والصمغ والكثيرا (1) ورب السوس وهذه أشياء تلين الخشونة وتنضج ما يبقى من الورم وتبرئه برء تاماً ويجب أن ينام العليل على قفاه / ويطلق عضل الحنجرة لينزل فيها قليلاً ثم لا يمكن أن يصير الصوت مع ذلك كلد صافياً دون أن يستعمل بعد ذلك أدوية تجلو بلا لذع بمنزلة الحسا (2) المتخذ من الباقلى وماء كشك الشعير وبزر الكتان لأن هذه الأشياء متوسطة بين المغرية والقوية والجلاء ، والتي هي أقوى من هذه هي صمغ البطم والكندر والعسل المنزوع الرغوة واللوز المر ، ومنها ما هو أقوى من هذه كدقيق الكرسنة ونحوها ، ويصلح للذين في حناجر هم ورم عقين العناب لانه يغري ويجلو ويلين بسکون ، فاما طبيخ التين فهو أقوى من هذه تحليلاً وجلاءاً ، قالوا وأصلح الأشياء إذا حدث في عضل الحنجرة إعياء من صياح الأطعمة اللينة والأدوية المغرية ويترك الشراب البتة حتى يخف الورم فإذا خف فقد يمكن أن يشرب شراباً حلواً مرة.
  فإذا خف الورم فليزد مع هذه شيئاً يسيراً من التي تجلو ويزاد في قوة الجلاء قليلا قليلا حتى تبلغ القوة الجلاء التي لها حدة وحرافة.
  مثال الأول : اللبن والأطرية والنشاء ، والثاني : السمن وأصول السوس / وعقيد لك العناب ، والثالث : العسل والباقلي وکشلک الشعير وطبيخ التين ثم التي هاي آقوي كالمتخذ بالمر والعنصل ونحوهما ، قال : يكون ابتداءنا في هذه الحادة من ألينها ثم يترقى إلى أقواها إن احتجنا إلى ذلك.
  مثال الأدوية التي تستعمل للصوت : زعفران مثقال مر نصف مثقال فلفل ربع

**************************************************************
(1) الکثيرا ، وهو بالثاء المثلثة ـ بالمد والقصر کثيره ـ وهو صمغ القتاد آبيض وأصفر وأجوده الأبيض فيه الحرارة وقيل حار رطب وقيل بارد يابس مجفف مغر يكسر حدة الأدوية.
(2)الحساء ـ بالمد والقصر : الحريرة التي تتخذ من النخالة وردهان وقد يحلي بالسکر ـ بحر الجواهر .

 الحاوي في الطب ج (4)  ـ 5 ـ

  مثقال عسل ما يعجن به ، وإذا جعلت مراً وزعفراناً قليلاً في عقيد العنب الكثير صلح لذهاب الصوت في أول أمره ، والجافة القوية تصلح له في أول الأمر.
  لانقطاع الصوت ، يقشر قضبان الکرنب من قشورها وتدفع الي العليل ليمضغها وي مصها ويبلعها قليلا.
  آخر : اطبخ عصير الكرنب مع العسل والقمقم (1) فإنه من ساعته ينفعهم.
  لي : ليکن هذا الدواء عندل فان استعملته ولم تره يعمل فاجعل عليه قليل حلتست.
  دواء آخر : زعفران جزء حلتيت نصف جزء عسل عشرة أجزاء يطبخ حتى يغلظ وينشر عليه الدواء نثراً ويعطى مقدار بندقة.
  آخر : بارزد ستة مثاقيل فلفل مثقال بورق مثله عسل ست أواق يطبخ حتى يغلظ وينثر عليه.
  آخر أيضاً : زعفران مر كندر رب السوس لب الزبيب.
  آخر الين مننه : کثيراً مر کندر عصارة السوسن يعجن بلحم التمر اللحيم ، ومن هذه الأدوية : المر والفلفل والزعفران والحلتيت والبارزد وصمغ البطم ونحوه.
  السابعة من منافع الأعضاء : يعرض من ابتلال غشاء قصبة الرئة وآلات الصوت فوق المقدار بحة الصوت ومن إفراط يبسها الصوت الحاد كصوت الحيوان الطويل العنق.
  الأولى من كتاب الصوت : قال : إذا ابتلت غضاريف الحنجرة ابتلالاً محكماً انقطع الصوت وإذا ابتلت قليلاً صار مظلماً أبح.
  الخامسة من السادسة من أبيذيميا : البحوحة إذا عرضت للمشايخ لم يكد يتبرأ.
  اليهودي قال : الصائم يحسن صوته ويصفو ، وينبغي أن يترك / من يعي بصوته الحارة والحامضة والمالحة إلا أن تعرض رطوبة كثيرة في الحلق فيأخذ الأشياء الحارة.
  أهرن قال : إذا كان الصوت إنما يبح ـ لأن نوازل تنزل دائماً من الرأس ـ فأعط الخشخاش ونحوه من ضرية المانعة من النوازل.
  حب يصفى الصوت الأبح من الرطوبة : خردل مقلو ثلاثة دراهم فلفل درهم اعجنه بعسل واجعله حباً كالحمص ويوضع تحت اللسان وهو جيد للرطوبة.
  الطبري : ينفع من تصفية الصوت : أن يأخذ في فمه الكبابة.

**************************************************************
(1) القمقم ـ بكسر القافين ـ يابس البسر ، وبضمهما الجرة وآنية العطار وآنية من نحاس يسخن فيه الماء (آفتايه ـ بالفارسية) ويسمى المحم وقنينة يجعل فيها ماء الزهر ونحوه يرش منها على الضيف وغيره.

 الحاوي في الطب ج (4)  ـ 6 ـ

  أهرن : يجب لمن يريد أن يبقى له صوته أن يجتنب كثرة الصياح والأطعمة الحريفة والحامضة والمالحة والقابضة الخشنة ، اللهم إلا أن تعرض في الصوت آفة من رطوبة من نوازل وغيرها فإنه عند ذلك / يحتاج إلى الأشياء الحارة كالزنجبيل والفلفل الجلد والخردل ولا يأكل طعاماً قوي الحرارة بالفعل ولا قوي البرد ، وعلاج ذلك أما للحار فالتليين والتمليس وأما البارد فالأمراق الحارة اللينة الحرارة.
  قال : وموضع الصوت ينتفع بالأشياء الحلوة المعتدلة السخونة اللطيفة.
  ومن أدوية الصوت وأغذيته : النشا والسكر واللوز والطلاء الحلو ومرق السرمق والخيار والقرع والباقلي والکثيرا والزبيب والصنوبر والصبمخ والتين والحلبة وبزر الكتان والحمص وماء الشعير وأصل السوسن والتمر ، وفي نحو الآخر اللبان والمر والبارزد والعسل والحلتيت والفلفل والفوتنج وعلك الأنباط ، وقد يضر الصوت الهواء البارد فاعجن له بعض هذه الأدوية بشراب حلو وأعطه يجعله تحت لسانه وبزر الأنجرة يدخل في هذه.
  دواء جيد من الصوت المريض (1) من حرارة وصياح : يؤخذ حب القثاء وکثيرا ورب السوس ونشا يعجن بلعاب بزرقطونا وبشيء من جلاب ويجعل حبا واللوز المر من أدوية الثاني.
  الأولى من مسائل أبيذيميا : البحوحة تكون لرطوبة تغرق آلات الصوت. تياذوق قال : ينفع من انقطاع الصوت ليبس المري أن تؤخذ ملعقة من دهن البنفسج في الفم حين يريد النوم فإنه جيد ، وينفع من انقطاع الصوت الرطوبة كان أو يبس : تين عربي حتى يتعسل ويلعقل منه عند النوم. قال : وينفع من بحة الصوت أن يمسك دهن البنفسج في الفم يسيغه قليلاً. لي : لا تكون البحوحة إلا من الرطوبة ولا يكون الصوت الحاد الصافي جداً إلا من يبس الحنجرة كما يعرض للمحمومين حمى حادة محرقة فإنه يصير أصواتهم کاصوات الکراکي (2) في الصلابة.
  اقرأ الرابعة من الأعضاء الآلامة : الكلام في الصوت المضرور. الثانية من الصوت ، البحوحة تعرض إما من أجل تواتر الحلق / أو من رطوبة عارضة في آلات الصوت تبلها.

**************************************************************
(1) كذا في نسخة ، ولعله : المضرور ، کمايجيء بعد بلفظ الکلام في الصوت المضرور.
(2) الکراکي واحد الکرکي هو طائر کبير اغبر اللون طويل العنق والرجلين آبتر الذنب قليل اللحم يا وي الى الماء أحياناً.

 الحاوي في الطب ج (4)  ـ 7 ـ

  لي : أحسب أنه غلط في النسخة حيث يقول تواتر العضل وإنه يجب أن يكون الصوت الحسن لتواتر الالة ، والبحوحة للرطوبة ، قال : ولذلك صار الإنسان من قبل أن يأكل أو يشرب صوته صاف وإذا شرب أو تناول طعاماً رطباً نقص صفاء الصوت منه ومال إلى الإظلام ، فإن أكثر من الشراب صار الصوت أبح ، قال : والصوت المظلم مقدمة الصوت الأبح ، وكلاهما يعرضان للمشايخ كثيراً لكثرة الرطوبات العرضية فيهم ، ومن قدر من المشايخ أن يتحفظ حتى لا يتولد فيه فضول كثيرة صار صوته أجود من صوت الشباب وأصفى وذلك ليبس آلات الصوت فيهم.
  وبالجملة فإن صفاء الصوت تابع ليبس الحنجرة ، قال : الآلة الأولى للصوت هو الجسم المشبه بلسان المزمار وباقي الآلات خدمه ، إنما تضيق للضعفاء والمرضى حلوقهم وتدق أصواتهم لثقل تحرك الصدر عليهم كله ، ومن أجل ذلك لا يكون لهم هواء كثير يخرجونه فيضيقون بالحنجرة لكن يكون ذلك القليل حاداً فيسمع أبين لأن النفس القليل الضعيف إن وسعت له الحنجرة لم يسمع البتة.
  لي : جملة ما في الأعضاء الألمة في الصوت المضرور : الصوت / يضعف أو يبطل إما لآفة تحل بالعصب الذي يفعل النفخة لأن مادة الصوت النفخة وهذه هي العضل الذي فيما بين الأضلاع ، وإما لآفة حدثت بعضل الحنجرة ـ لأن بهذه تكون من النفخة قرع ـ وإذا كان كذلك أمكن الإنسان إخراج الصوت ولم يكن له قرع ، وإما لابتلال الحنجرة وفي هذه الحال يكون الصوت أبح مظلماً ويكون بعقب نزلات ، وإما لورم فيها وفي هذه الحال يكون في الحلق وجع ويكون بعقب الصياح كثيراً ، وتلك العصب تصيبها آفة إما لسوء مزاج وإما لعلاج بالحديد وإما لضربة وسقطة عليها . من کتاب آرطاميدس في تحسين الصوت ، قال : للارتعاش مدة آن لا يصيح ولا يغنان شهراً ولا يرفع صوته بالكلام ولا يكثر منه ثم ليغن وهو مستلق في فراشه قبل انفجار الصبح وقد وضع على لحافه فوق صدره لبنة رصاص بقدر ما يحتملها ثم ليجتنب الأصوات التي فيها صيحات شديدة مدة ثم يتدرج إليها واللبنة على صدره. قال : واجعل غذاءه غذاء يقوي جنبيه كالأكارع والعضل والأشياء القوية والقسب (1) كل والسفرجل / وجنبه العدو والمشي الكثير والهبوط والصعود والركوب والضحك الكثير والغضب وإتعاب اليدين خاصة وجميع الجسم فإنه يقوى ولا يرتعش.
  وينفع مر انقطاع الصوت : الکراث الشامي والکشلف وعصارة البصل والعسل

**************************************************************
(1) القسب قال ابن البيطار : اسم لنوع من التمر يكون بالعراق جليلاً على هيئة التمر المسمى بالمغرب بالمقلقل الذي يجلب من بلاد فزان إلا أن القسب صغير النوى أطيب منه طعماً جداً لونه أحمر إلى البياض ـ الجامع / 21.

 الحاوي في الطب ج (4)  ـ 8 ـ

  والأدمغة والبيض وجميع الفاكهة التي فيها خاصة تصفية الصوت كالفستق ، قال : وانقطاع الصوت هو أن يكون امتسك بعض الامتساك فبادر في علاجه قبل أن يقوى : خذ صفرة البيض المسلوق والسمسم المقشور واللبن الحليب من كل واحد ملعقة فاسقه بماء ثلاثة أيام وأطعمه عنباً أبيض (1) شتوياً حلواً واطبخ هذا العنب بماء / وانقع كلا فيه کعکاً واسقه ، أو خذ لبناً فانزع زبده ثم خذ عسلاً فصبه عليه شراباً قدر ربعه واسقه غدوة وعشية ومره يمشي مشيا معتدلا.
  للبحوحة : استعمل الكراث الشامي.
  للبحوحة عجيب : دقيق السميذ ولب حب الصنوبر وزرنيخ وبنج أوقيتان أو ثلاث وسذاب دقها واعجنها بعسل وألعقه ثلاثة أيام وأدخله الحمام إذا كان ذلك لكثرة الصياح وادهن الصدر والحلقوم منه وحسه بالغدوات كشكاً أو لبناً حليباً أو ماء النخالة فإن ثبت على ذلك فغرغره بطبيخ الحلبة.
  دواء جيد للبحوحة : خذ رمانة أملسية حلوة رقيقة القشر فادفنها في رماد حار فإذا لانت فاقلع قمعها وحرك داخلها بخشبة نقية كما يساط البيض النيمبرشت بعد أن تصب فيها جلاباً قليلاً ثم مره يتحساه ، وخذ خبز حواري (2) حاشا فأنعم دقه واتخذه حساء بلبن فإنه مع ذلك جيد للزكام والنزلة وصب على رأسه ماء / حاراً معتدلاً ، أو كلا خذ حمصاً منقعاً بماء فلوثه بعسل وليبلع منه صحاحاً ثلاث حبات أو أربعاً ولا يشرب عليه ماء فإنه نافع نعماً ، أو خذ صفرة بيض نيمبرشت بلا ملح واخلطها بعسل ومره يأكل منها فإنه جيد لمن يبح صوته من كثرة الصياح ، وأما خشونة الصوت فيعرض من البرد ومن إدامة الترنم وعلاجه الغرغرة بالماء الحار وحمه ومرخ صدره بدهن مسخن وامنعه الترنم واطعمه تيناً سميناً قد آنقع في ميفختج ولي حذر من يريد الابقاء على صوته القابض والمالح والحامض والحريف والخشن وينفع منه الإحساء باللبن من دقيق سميذ ولوز حلو ومر إذا جعل لعوقاً بالعسل أو قضبان الكرم مشوية في الرماد ، والأكارع نافعة جداً ، والحلبة والزبيب والصمغ والكثيرا وأكل السمك والدجاج مشوية بلا ملح حارة ورب السوس والحمام وتمريخ الصدر والعنق بأدهان مفترة ولا يسهر ولا

**************************************************************
(1) قال ابن البيطار : الأبيض من العنب أحمد من الأسود إذا تساويا فى سائر الصفات من المائية والرقة والحلاوة وغير ذلك ، والمتروك بعد القطف يومين أو ثلاثة خير من المقطوف في يومه ، وقشر العنب بارد يابس بطيء الهضم وحشوه حار رطب وحبه بارد يابس وهو جيد للغذاء موافق مقو للقلب وللبدن وهو شبيه بالتين في قلة الرداءة وكثرة الغذاء وإن كان أقل غذاء منه والمقطوف في الوقت منفخ ، والنضيج اقل ضرراً من غير النضيج ـ الجامع 11 / 3.
(2) حواري هو الدقيق الأبيض المنتزع النخالة.

 الحاوي في الطب ج (4)  ـ 9 ـ

  يکثر الباه ، قال : وآکل الفجل بعسل ينجو البحوحة الكائنة من كثرة الصياح في ساعة.
  دواء جيد : کثيرا جزء خشخاش أبيض ربع جزء لوز حلو نصف جزء 229 السوس ربع جزء اعجنه بلعاب البزرقطونا واجعله حباً واستعمله / للحلق الخشن القشف الحار الملتهب فإنه بالغ بمثله سكراً طبرزداً (1) وجلاباً.
  آخر : طين أرميني جزء ورد أحمر خمسة أجزاء رب السوس نصف جزء سكر طبرزد نصف جزء اعجنه وحسه ، هذا يصلح للحلوق الهاي جة من الدم الحارة الرطبة التي فيها ورم.

ولورم اللهاة يستعمل الجلاب

  آخر : بيدق الزنجبيل المر بي حتى يصير کالمخ ثم يلقي عليه نصفه دار فلفل کالکحل وربعه زعفراناً ومثل الجميع نشا ويسحق بماء سکر طبرزد محلول آو بعسل وهو جيد للحلوق الرطبة الكثيرة البلغم ، وإذا رأيت الحلق يابساً قشفاً مع حرارة فاسقه لعاب بزرقطونا بجلاب کثيرة ولياکل دجاجة سمينة اسفيد باجة او حساکعلاک يهيا بلبن وردهان وارد.
  ج : الميعة تنفع من البحوحة نفعاً عجيباً ، المر متى وضع منه قدر باقلاة تحت اللسان ويبلع ما ينحل منه أولاً فأولاً فإنه يلين قصبة الرئة ويصفي الصوت ، الميعة السائلة جيدة لبحوحة الصوت وانقطاعه ، قضبان الكرم التي إذا مضغات ومص ماؤها أصلحت الصوت المنقطع ، الكراث النبطي إذا أكل نقى قصبة الرئة ..
  د : الثوم إذا أكل نياً أو مشوياً أو مطبوخاً صفى الحلق ، الخردل إن دق وضرب بماء العسل وتغرغر به أذهب الخشونة المزمنة العارضة من قصبة الرئة ، الحلتيت متى أذيب بالماء ويجرع صفي الصوت الذي عرضت له البحوحة من ضربة.
  ابن ماسويه : لحم الدجاج يصفي الصوت ، الصوت يبح إما لابتلال الحنجرة وإما لحادثة حدثت فأبطلت فعل العضل الذي بها يكون به فعل القرع ويبقى النفخ على حالها ، والآلة التي يكون بها القرع هو العضل والعصب الذي يضم الحنجرة لأن القرع إنما يكون بانضغاط الريح في الحنجرة ، ثم فرق لأي شيء هو بالتدبير المتقدم لها يوجب حدوث رطوبة في المواضع أم لا.
  المسائل الطبيعية : السهر يبح الصوت ، والصياح بعد الأكل يفسد الصوت ، الكراث والثوم إذا طبخا يصفيان الصوت ويذهبان البح.

**************************************************************
(1) طبرزد ـ قال ابن البيطار : فارسي معرب واصله تبرزذ اي آنه صلب ليس برخو ولا لين ، والتبر الفاس بالفارسية ، يريدون أنه نحت من نواحيه بالفاس.

 الحاوي في الطب ج (4)  ـ 10 ـ

  د : الاصطرك (1) وخل العنصل يصفيان الصوت ويقويانه والحلتيت ينفع من خشونة الحلق المزمنة فإن ديف بالماء ويجرع صفي / الصوت الذي يعرض له بحوحة ضربة من ساعة.
  د : البيضة تصلح أن تكون مادة للأدوية الجيدة لقصبة الرئة وتنفع في نفسها إذا كانت في حد ما يتحسى (2) من خشونة الحلق من أجل صياح أو خلط حاد انصب إليها لأنها تلحج في تلك المواضع العليلة ويسكن وجعها.
  د : خلل العنصل إذا تحسى خشن الحلق وصلب لحمه.
  لي : هذا يضر بالصوت إذا كان منقطعاً من حرارة واحتاج أن يملس أكثر من كل شيء ، وينفع إذا كان من رطوبات قد بلت العضل وأرخته.
  د : البلبوس (3) يخشن الحنك واللسان.
  لي : هذا إذا كمثل قوته /
  د : الزرنيخ إذا لعق بالعسل صفى الصوت ، ورق الكرنب إذا مص ماءه أصلح الصوت المنقطع ، الكراث النبطي إذا أكل نقى قصبة الرئة ، المر متى وضع تحت اللسان وازدرد ما ينحل منه صفي الصوت ، الميعة تشفي البحوحة ، لعاب حب السفرجل يرطب يبس قصبة الرئة ، دهن الإيرسا يلين خشونة قصبة الرئة ويجود الصوت ، الحرباء المملوح متى أكل نقى الحلقوم الذي فيه رطوبة ، والحرباء غير المملوح ينقي قصبة الرئة ويجود الصوت.
  بولس : قصب السکر يلين خشونة الصدر.
  ابن ماسويه : عصارة السوس (4) صلحت لخشونة قصبة الرئة.
  د : التين اليابس موافق لقصبة الرئة ، الثوم يصفي الحلق نياً أكل أو مطبوخاً ، متى دق الخردل وضرب بالماء وخلط بماء العسل وتغرغر به نفع من خشونة قصبة

**************************************************************
(1) الإصطرك ضرب من الميعة ، أهل الشام يسمونه الإصطرك وهو صمغ شجرة شبيهة بشجرة السفرجل.
(2) في الجامع للمفردات لابن البيطار : وإذا تمضمض بخل العنصل شد اللثة المسترخية وأثبت الأسنان المتحركة وأذهب نتن الفم وإذا تحسى صلب الحلق وجسى لحمه وصفى الصوت وقواه ـ الجامع 2 /.
(3)البلبوس ورقه وصورته كالبصل البستاني وإنما يفرق بينه وبين البصل في طعمه وفي أنه لا طاقات له وقد يکبر ويعظم اصله بکثرة المطر وفي طعمه مرارة وقبض وهو خشن يأخذ بالحلق ، وقال ديسقوريدوس : وكل أصناف البلبوس حريف مسخن مهيج لشهوة الجماع مخشن للسان وجانبي الحنك کثير الغذاء يکثر اللحم.
(4) السوس يقال له عود السوس ، وأصل السوس معروف ، قال ديسقوريدوس : وعصارتها (عصارة أصول السوس) تصلح لخشونة قصبة الرئة ، فقوله موافق لما أثبتناه من الأصل.

 الحاوي في الطب ج (4)  ـ 11 ـ

  فيما يحدث بالصوت وما يصلح خشونة قصبة الرئة وفي بحوحة الصوت له الرئة المزمنة ، الخباز (1) يلين خشونة قصبة / الرئة إذا أكل.
  استخراج لي : الصوت يذهب إما لرطوبة وإما ليبس ، والذي عن يبس تتقدمه الأسباب الباردة وكثرة الصياح والأطعمة الحارة ويكون معه وجع في الحلق وخشونة ولا يكون مع بحته ثقل لكن مع صفاء بحة ، والرطب يتقدمه أسباب مرطبة ولا يكاد يبطل لکن يبح ويکدر ولايکون معه وجع.
  ابن ماسويه ، الصوت تنفعه الأشياء اللينة المعتدلة ويتأذى بالأشياء الحريفة والحامضة والمالحة.
  والأشياء اللينة : السبستان وطبيخ العنب يعني عقيده ، والعناب والرمان الحلو المطبوخ بشيء من دهن بنفسج وسكر طبرزد ومخ البيض ومرق السرمق والقرع والنشا والزعفران والسکر ودهن اللوز والکثيرا ولحم الزبيب وحب الصنوبر والصمغ العربي والتين وحب القثاء وحلبة وبزر الكتان مقلو والجرجير المقلو ونحوها.
  دواء نافع من بحة الصوت وخشونة الحلق : حمص مقلو مقشور وجرجير مقشور مطاحون وبزر کتان مقلو من کل واحد عشرة صنوبر مقشر ثمانية در اهم کثيرا خمسة لحم الزبيب عشرون يجعل بنادق وتؤخذ بالغداة والعشي كل مرة ثلاث بنادق عظام تمسلف في الفم حتى تنزل کلها.
  دواء لوجع الحلق الذي من رطوبة وبحة الصوت جيد جداً :
  علك الانباط وکندر وزعفران ومر وکثيرا ودار صيني وحماماً وصنوبر وعصير السوس بالسواء سنبل الطيب نصف جزء بارزد ربع جزء عسل أربعة أجزاء تمر هيرون (2) أذب العسل والعلك والتمر وذر عليه واجمعه حباً ، وإن أسقطت التمر جاز واسقه بماء الزوفا.
  استخراج لبحح الصوت الرطب ، كندر ومر وحلتيت وفلفل وزعفران وحماماً ورب السوس تجمع بسكر طبرزد وتجعل حباً / ويوضع تحت اللسان.
  دواء لانقطاع الصوت ، تين يابس وحبق نهري (3) يطبخ ويصفي واسحق به صمغاً حتى يصير لعوقاً غدوة وعشية.

**************************************************************
(1) والخباز لعله مخفف من الخبازي ـ بالياء المثناة التحتية ، والخبازي هو بارد رطب في الأولى وفيه قوة تحليل وتليين ، قال ابن ماسويه : بزره أنفع وهو صالح في الخشونة الحادثة في الصدر والرئة والمثانة.
(2) قال الشيخ في القانون ... والکندر وتمر هيرون له قوة في هذا المعني.
(3) حبق نهري لعله حبق الماء يقال له الفودنج النهري وهو حبق التمساح بالديار المصرية وأهل الشام يسمونه نعنع الماء ـ القانون 2 / 212 المعتمد للملك المظفر ص 85 ، والفودنج النهري فيه حدة ومرارة يسيرة تخرج الأخلاط الغليظة اللزجة بالنفث من الصدر والرئة.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 12 ـ

  دواء الذهاب الصوت والسعال الباردين جيد : کندر اربعة دراهم مر در همان طلاء مطبوخ ربع رطل يطبخ الطلاء حتى يغلظ ويذر عليه ويلعق منه وهو دواء جيد ينفع من وجع البطن وقروح الرئة.
  دواء نافع من ذهاب الصوت العارض من خشونة الحلق : زعفران درهمان عصير کرنب نبطي سکرجة (1) عسل منزوع الرغوة / مثله غله حتى يثخن وذر عليه الزعفران وألعقه غدوة وعشية.
  دواء نافع من انقطاع الصوت والخشونة فيه من البرد : زعفران ثلاثة دراهم مر واحد ونصف لبان عصارة الشو نيز من کل واحد درهم حلتيت نصف درهم يعجن بطلاء ويخبص ويستعمل على ما وصفت ، ومتى بح الصوت من رطوبات تنزل إلى اللهاة فاخلط في الأدوية قابضة كهذه الدواء لبان علك النبط جلنار من كل واحد درهم صمغ عربي خشخاش کثيرا من کل واحد در همان زعفران دانقان يعجن بطلاء ويخبص ويستعمل.
  دواء حار ينفع من بحة الصوت الذي يكون من كثرة الرطوبة وهذا دواء يذيب الرطوبة : خردل مقلو ثلاثة دراهم فلفل درهم يعجن بعد السحق بعسل منزوع الرغوة ويخبصل ويوضع تحت اللسان فإنه نافع جدا.
  دواء حار ينفع من بحة الصوت وخشونة الحلق وينقي الحلق من البلغم : لوزان مقشران بار زد لبان من کل واحد نصف اللوزين زعفران ربع واحد اللوزين يعجن بعسل ويصير في إناء زجاج ويسقى منه نافع جداً لما يعرض في الحلق من الرطوبات الغليظة والبلة الردية / وهو مسكن للوجع.
  دواء فائق معتدل من انقطاع الصوت : حلبة لوزان مقشران من كل واحد جزء برز کتان مقلو جزء ان لباب القمح صمغ عربي کثيرا اصول السوس حب الصنوبر من كل واحد جزء يعجن بطلاء وهو دواء معتدل جيد للبحح واليبس في الحلق والرطب منه واليابس.
  العلل والأعراض : الخشونة تدخل على الحلق من الأطعمة والأشربة وكثرة الصوت ، قال : والصوت الحاد الذي يش به اصوات الکراکي يکون من يبس آلات الصوت.

**************************************************************
(1) قال صاحب البحر : السکرجة المطلقة ستة اساطير (کذا ، والظاهر : آساتير) وربع وقيل أربعة وعشرون قسطا والسكرجة الكبيرة تسع أواق وقيل سبع أواق وقيل سبع أواق والسكرجة الصغيرة ثلاث أواق والسكرجة اليهودية نصف قسط ، وأستار هو أربعة مثاقيل أو ستة دراهم ودانقان أو لربعة مثاقيل ونصف .... قال صاحب التذكرة الأستار الطبي ستة دراهم وثلثا درهم ، في وزنه أقوال كثيرة كما ذکره صاحب البحر.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 13 ـ

  الأعضاء الألمة : آلات الصوت الحنجرة والعضل المحرك لها والجسم الشبيه بلسان المزمار والعصب الراجح إلى فوق.
  الصوت يبطل إما لعلة فى الحنجرة وفى عضله المحرك له (1) أو فى عضل التنفس أو في الرئة وقصبتها ، أو لآفة في الدماغ أو في العصب المجاور للعرق العظيم الذي ينبت منه العصب الراجع إلى فوق ، وقال أيضاً : الصوت ينقطع إما لآفة في العضل كما يعرض في الخوانيق الصعبة ، وما من أجل العصب الراجع إلى فوق ، وإما من أجل / اللهاة إذا قطعت من أصلها ، وإما من أجل أعلى الحنك إذا كان شديد الرطوبة بمنزلة ما يعرض في النوازل ، والصوت الذي ينقطع من كثرة الصياح انقطاعه من يبس.
  ابيذيميا : دقة الصوت تنحل بالدوالي اذا حدثت في الساق اليسري او البيضة اليمني ولا تنحل بغير هذين.
  بختيشوع : الميعة نافعة من انقطاع الصوت وخشونته.
  الميامر ، قال : الأدوية التي تستعمل لقصبة الرئة مؤلفة من ثلاثة أجناس من الأدوية أولها المملسة وآخرها اللذاعة وبينهما التى تجلو جلاء قوياً ، فالمملسة ما اتخذ بعقيد العنب والصمغ والكثيرا وأصول السوس ، واللذاعة المتخذة بالفلفل والسليخة والدارصيني والبارزد ، والتناسب والوسط في الجلاء فاتخذ بكشك الشعير واللوز ودقيق الباقى ونحوها ، قال : وانقطاع الصوت يتبع أشياء كثيرة فربما كان من نوازل ، وقد يکون لقر حة في الرئة ، وقد يکون لصياح شديد ، ور بما کان من استنشاق هواء بارد ، وانقطاع الصوت يكون إذا ابتلت آلات الصوت بالرطوبات ابتلالا عنيفاً يعسر انقلاعها ، والبحة تكون إذا كان ذلك ناقصاً ، قال : وانقطاع الصوت من كثرة الصياح هو شبيه بالإعياء يعرض للأعضاء وينتفع بالاستحمام كنفع سائر الأعضاء وتوضع بعد ذلك في الفم الأدوية الملينة كالشراب الحلو / والصمغ والسوس فإن هذه تحلل هذا الورم الحادث في قصبة الرئة من أجل الصياح ، واجعل أطعمتهم من ذلك الحساء ، وينبغي أن يحتمل العليل السعال ولا يتساعل ويبلع ما يذوب أولاً فأولاً وينام على قفاه لينزل منه شيء كثير في قصبة الرئة ولا يتم برء هؤلاء حتى يستعملوا الأدوية الجالية من غير لذع کالحساء المتخذ من الباقلي وماء کشلک الشعير وبزر الکتان فان هذه وسط ، وأقوى من هذه صمغ البطم والكندر والعسل المنزوع الرغوة واللوز المر ، وأقوى من هذه دقيق الكرسنة وأصول الجوشير ، وقوة طبيخ التين متوسطة ، فأما عقيد العنب فهو من المملسة بلا لذع البتة ، قال : ويجب أن يعالج الصوت الذاهب من

**************************************************************
(1) الظاهر : العضل المحرك لها.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 14 ـ

  صياح أولاً بالأغذية اللينة فإذا خف ذلك داويتها (1) بما يجلو جلاء وسطاً فإذا كان بآخره نقلته إلى المحللات على قدر بح حتى يبلغ من المحللات القوية إن احتجت إليها ، ومن المملسة الأطرية واللبن والبيض والصنوبر وبزر الكتان ويحرز في ذلك الوقت الشراب ثم يشرب إذا خف الورم.
  لي : نقول : إن الصوت إذا انقطع من شدة الصياح فإنه يحدث في قصبة الرئة ورم من شدة کدها فلذا خف الورم فليشر بوا / الشراب الحلو وينفع في هذا الوقت السمن والحساء المتخذ باللوز واللبن والعسل والنشا والسميذ فإن ذلك الورم يخف لا محالة ، والكراث المطبوخ جيد له.
  حب جيد لانقطاع الصوت : کثيرا وصمغ عربي من کل واحد ستة زعفران واحد كندر مثله رب السوس واحد ونصف فلفل أبيض خمسون حبة لحم التمر السمين ثلاثة ينقع الکثيرا في عقيد العنب حتى اينحل وي جمع الجميع حباً کالباقلي وتوضع تحت اللسان. آرطاميدس في کتابه في تحسين الصوت ، قال : من اصابه ارتعاش في صوته فأمره آن يديع الصوت شهراً ويقلل الکلام ثم مره ان يتغني وهو مستلق بالغناء الساکن الهاديء ثم أبعد حتى يرجع إلى عادته وغذه بما يقوي جنبيه كأكارع الجدي (2) والكراث الشامي والكشك (3) وعصارة البصل وأدمغة الحملان والصنوبر والقسب (4) وأدخله الحمام بعد الغذاء ورضه قبل ذلك رياضة وسط / وادلك رأسه دلكاً شديداً فإنه يعود إلى أفضل حالاته. ثه دواء للصوت الخشن ، قال : خشونة الصوت تعرض من البرد وإدامة الترنم ويجب لصاحبه أن يهجر المالح والحامض والشراب أياماً ، وقال : وخذ ماء رمانة رقيقة القشر فاجعلها في رماد حاء فيه جمر فإذا لانت فاقلع قمعها (5) وسطها بخلال حتى يصير ما فيها مثل العجين واجعل فيها عسلاً واحشها أو خذ خبزاً يابساً واسحقه واجعله باللبن حساء فإنه نافع للصوت والزكام والنوازل أو خذ كراثاً شامياً فاسلقه بماء نعما فإذا لان ونضج فصب عليه عسلا وغله حتى يغلظ ويلعق فإنه جيد للبحح . وللبحوحة يذهب بها : ينقع الحمص في الماء حتى يلتزق وألق على الحمص وهو صحيح عسلاً ومره فليبلع منه ثلاث حبات أو أربعاً ولا يشرب عليهما ماء فإنه يقطع ما به جداً إذا أدمنه.

**************************************************************
(1) کذا ، والظاهر : داويته.
(2)الجدي ـ بالفتح وسکون الجيم : ولد المعز ، ج أجد وجداء وجديان.
(3) الكشك ـ بسكون الشين المعجمة : ماء الشعير يعجن باللبن ، وفى بحر الجواهر : مدقوق الحنطة أو الشعير.
(4) القسب نوع من التمر ، وقد سبق عليه التعليق قبل
(5) القمع ـ بالكسر : ما التزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما ، أي غلاف بالفارسية.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 15 ـ

  في غلظ الصوت : قال : هذا يكون كصوت الرصاص إذا صك بعضه بعضاً مظلماً کدراً ، قال : يمشي صاحبه في الصقيع (1) ويقعد إلى / مواضع عالية ويمسك نفسه ويحضر ويسارع ويد خل الحمام ويدالله دلکا شديدا يا بسا بخرق کتان وغذه بأغذية ملطفة كالمالح والشراب العتيق والخل الحاذق والفلفل ، قال : ودقة الصوت هو ضد هذا وجل ما يعرض من السهر ، وقد يعرض في الترنم بعد الطعام ، والسبب القوي فيه هو ضعف الصوت ، وربما كان من استطلاق البطن فليودع صوته ويلزم الركوب والحمام بالغداة والأغذية المعتدلة ولا يحمل على معدته في كميته وامنعه الباه والأطعمة اليابسة فإن صوته يرجع إليه.
  في الصوت الخشن : الصوت الخشن يعرض لمن قطعت لهاته لأن هؤلاء يجدون عند مبدأ الصوت دغدغة شديدة ويهيج بهم تنخع وتنحنح ولا يصبرون على حتى تخرج رغوته وامزجه بعد ذلك بماء حار وغرغره به واسقه مننه) وکلما عتق هذا الشراب كان أجود فاستكثر منه فإنه / نافع لجميع أوجاع الفم والحلق ويصفي الصوت ويحسم منه ويصلح لأكثر أدواء الصوت.
  قال : وقصر النفس ضرر على الملحين فينبغي أن يتدرج إلى تطويله ، فإن العادة إذا صادفت نفسا طويلا بلغت به الغاية ، وإن صادفت نفسا قصيرا زادت فيه ، ومر صاحبه بالإحضار القليل ولا يمعن فإنه إن أمعن بطل صوته البتة وليفعل ذلك بالغداة والعشي وليطل المكث في الحمام ويصب على رأسه ماء حاراً في الحمام وليحبس نفسه متى مشى فيه فإذا خرج من الحمام فليشرب شراباً فإن الشراب يغذو الروح أكثر من الماء ويشرب بعد الغذاء أيضاً شراباً وليشرب شربات كباراً بنفس واحد وليتعاهد بعد ذلك إمساك النفس طويلاً حتى يتدرج نفسه إلى أن يبلغ أطول التراجع بنفس واحد وليصعد السلم ولينزل ولا يتنفس إلا قليلاً ، ومضغ العلك جيد له لأن مضغ العلك ينفع من ضرر الفم والرئة والصدر وهو يعين على طول النفس ، ومن أدوية الصوت أن يحسى دقيق سميذ قد طبخ بلبن حليب ويأكل سوق الكرنب مشوية في الرماد ويأكلها أيضاً مع العسل ، وأبلغ شيء له أكارع البقر يأكل عصبها فقط ، وأجود ما يكون أن يطبخ عصبها / في العسل إلى أن ينضج ويؤكل ، والحلبة أيضاً نافعة وأكل السمك والدجاج مشوية حارة بلا مري (2) والحمام ومسح العنق أجمع بالدهن واجعل في فيه في الحمام دهن لوز واجعل رجليه الى رکبتيه في الماء الحار.

**************************************************************
(1) الصقيع : الساقط من السماء كأنه ثلج ، وهو شبتم ـ بالفارسية ، بحر الجواهر.
(2) لعله : مريع بالهامز ـ کامير : همجري الطعام والشراب الى المعدة والکرش اللاصق بالحلقوم.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 16 ـ

  قال : ومن غلظ صوته من عارض رديء فعلاجه سهل ، ومن غلظ من كثرة الصياح فليس علاجه بسهل ، ومن نفخ في البوق كثيراً فإن هؤلاء يحتبس النفس في رئاتهم فيعسر علاجهم.
  لي : ليس شيء أجود لمن يريد أن يتدرج إلى طول النفس من النوم ، ويخشن الصوت أيضاً من كثرة الباه والسهر وعلاجه سهل يحسى هؤلاء صفرة البيض والعسل عند النوم ولبناً ومراً وليناموا فإنه في الأكثر يستيقظ وقد رجع صوته فإن بقي شيء فليمسك تحت لسانه كثيرا وليدخل الحمام ، قال : والبحوحة العارضة من الصياح ربما برىء صاحبها في ساعة واحدة بأن يأكل فجلاً بعسل.
  لي : الفجل المربى جيد لذلك فاعتمد عليه وهذا الصنف من رداءة الصوت يعسر علاجه في المشايخ خاصة ولا يعالج الشيخ فإن العلاج كثيراً ما يزيده شراً لأن البلغم في هؤلاء كثير وأما الشباب فعالجهم بثقة وابدأ في ذلك بدلك رأسه واجعل قطنة بدهن الناردين في منخريها ويخرجها ساعة بعد آخري ويتمشي ويتغرغر بالعسل أو باللبن ويدمن وضع الصمغ العربي تحت لسانه ويشرب شراباً حلواً ويتحسى صفرة بيضة والعسل والبيض منضجين وكمد حلقه بماء حار بإسفنجة واتخذ له ضمادا من بزر کتان وزوفا ودهن ورد وشمع واجعله على العنق.
  دواء من هذا الكتاب : خذ كثيرا وصمغاً عربياً من كل واحد جزءاً وسدس جزء من أفيون وجزء خشخاش أبيض ولوزاً مقشراً نصف جزء وثمن جزء يدق الجميع واجمعه بلعاب السفرجل / واجعله حباً واستعمله للحلوق الخشنة والحارة اليابسة فإنه عجيب فيها.
  آخر للحلوق البلغمية : فلفل زعفران ومر وزنجبيل مربي يدق الزنجبيل واصنعه حبا واجعل منه تحت اللسان فإنه جيد لذلك.
  آخر جيد للصوت : يؤخذ ماء الكراث الشامي ولعاب البزرقطونا وشحم الدجاج وعسل يطبخ حتى يصير لعوقاً فإنه جيد ، وأكل السكر واللوز جيد لتصفية الصوت.
  للبحوحة اليابسة دواء : الحمص والعسل الذي كتبناه فإنه يصلح للبحوحة اليابسة.
  الأعضاء الألمة : قال : أشرف عضل الصوت هو الذي يحركه العصب الراجع إلى فوق ، والعصب الراجع إلى فوق من الزوج السادس من أجزاء الدماغ ولا يبلغ الجهل بأحد من المعالجين أن يقطعوا الزوج السادس بلا تعمد ، فأما العصبتان الراجعتان الى فوق فر بما قطع وهماور بما هتکوهما في علاج الحديد من غير علم فيبطل الصوت ، وربما بردتا بأن تكشفا فيضر ذلك بالصوت حتى يسخنا ويعودا إلى

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 17 ـ

  طباعهما ، قال : وإذا ابتلت الطبقة التي تعم الحلق والحنجرة برطوبة كثيرة أضرت إضراراً شديداً ، والنوازل النازلة من الرأس كلها تضر بالصوت ، وكثرة الصياح أيضاً يحدث في عضل الحنجرة مثل الورم وجميع الأورام في المريء وحيث تضغط قصبة كل / الرئة والحنجرة تضر بالصوت مضرة غير أولية.
  الطبري : مما يصفي الصوت أن تؤخذ الكبابة في الفم.
  أهرن قال : فينفع من بحح الصوت من كثرة الرطوبة أن يؤخذ خردل مقلو قلواً يسيراً ثلاثة دراهم وفلفل درهم يجعل حباً بعسل ويمسك في الفم فإنه ينقي ذلك البلغم وينفع منه الحلتيت.
  منافع الأعضاء : قال : الصوت يفسد من اليبس والرطوبة ولذلك يجد من أصابته حمي حادة محرقة فجففت حنجرته وقصبة رئته صار صوته کصوت الکراکي والاشباه الطويلة الأعناق أعني صلباً شديداً ، وأما من الرطوبة مثل ما يعرض عند الزكام والنوازل.
  لي : من ها هنا يعلم أن الصوت إذا كان مع ضرر صلباً شديداً فذلك عن اليبس ، وإذا كان كدراً مظلماً فعن الرطوبة.
  في التنفس : قال في الثانية (1) من الأخلاط : التنفس المنتن يدل / على أخلاط عفنة في آلات النفس متى لم تكن في الفم ، قال : التنفس المتواتر متى كان مع صغر يدل على ألم في بعض آلات النفس أو الأعضاء المتصلة بها ، ومتى كان تواتره مع عظم دل على التهاب شديد في تللث الأعضاء ، وأما التنفس البارد فإنه رديء لأنه يكون عند انطفاء الحرارة في القلب وعلى ألم القلب في نفسه.
  الأولى من تقدمة المعرفة : قال : التنفس إذا كان متواتراً دل على ألم وعلى التهاب في المواضع التي فوق الحجاب ، وإذا كان عظيماً وفيما بين مدة طويلة دل على اختلاط عقل ، وإذا كان يخرج من الأنف والفم وهو بارد فهو قتال جداً.
  قال ج : التنفس المتواتر إذا كان مع ذلك عظيماً فإنه يدل على حرارة كثيرة ، ليل وإن كان مع ذلك صغيراً دل على وجع في آلة / التنفس مع حرارة ، وأما المتفاوت فإن كان عظيماً فإنه يدل على اختلاط عقل ، وإن كان صغيراً دل على انطفاء الحرارة وقلة(1) من المصنفات لأبقراط كتاب سماه كتاب الأخلاط وهو ثلاث مقالات ويتعرف من هذا الكتاب حال الأخلاط أعني كميتها وكيفيتها وتقدمة المعرفة بالأعراض اللاحقة بها والحيلة والتأني في علاج كل واحد منها ، وفسر هذا الكتاب جالينوس أيضاً جعله فى ثلاث مقالات ، ولعل المراد هاهنا بالثانية من الأخلاط هو كتاب في رداءة التنفس لجالينوس وهذا الكتاب جعله في ثلاث مقالات وعرضه فيه أن يصف أصناف النفس الرديء وأسبابه وما يدل عليه وهو يذكر فى المقالة الأولى منه أصناف التنفس وأسبابه وفي الثانية أصناف سوء التنفس وما يدل عليه كل صنف منها وفي المقالة الثالثة يأتي بشواهد من كلام أبقراط على صحة قوله.

**************************************************************
(1) من المصنفات لأبقراط كتاب سماه كتاب الأخلاط وهو ثلاث مقالات ويتعرف من هذا الكتاب حال الأخلاط أعني كميتها وكيفيتها وتقدمة المعرفة بالأعراض اللاحقة بها والحيلة والتأني في علاج كل واحد منها ، وفسر هذا الكتاب جالينوس أيضاً جعله فى ثلاث مقالات ، ولعل المراد هاهنا بالثانية من الأخلاط هو كتاب في رداءة التنفس لجالينوس وهذا الكتاب جعله في ثلاث مقالات وعرضه فيه أن يصف أصناف النفس الرديء وأسبابه وما يدل عليه وهو يذكر فى المقالة الأولى منه أصناف التنفس وأسبابه وفي الثانية أصناف سوء التنفس وما يدل عليه كل صنف منها وفي المقالة الثالثة يأتي بشواهد من كلام أبقراط على صحة قوله.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 18 ـ

  الحاجة إليها ، قال : وهذه الأصناف هى أخص أصناف سوء التنفس بالأمراض الحادة ، قال : وأما جودة التنفس فإن له قوة عظيمة في الدلالة على السلامة في جميع الأمراض الحادة التي تكون مع الحمى ، قال : لأن جودة التنفس تدل على سلامة آلات التنفس مع الوجع والأورام الحارة ، وما قرب منها كالمعدة والكبد والطحال يدل على أنه ليس في واحد منها حرارة شديدة ولا ورم حار فبالواجب إذا حسن النفس دل على سلامة إذ كان ينذر بأنه ليس فى الأحشاء حرارة غريبة ردية ولأن الحرارة الغريزية ساقطة ضعيفة وذلك أن الخوف في الأمراض الحادة إنما يكون من إفراط الحرارة وإما من ورم ملتهب عظيم وإما من سقوط القوة ، والنفس الحسن يؤمن من هذا كله. الرابعة من الفصول (1) : متى انقطع التنفس في إدخال الهواء وإخراجه / حتى يعرض منه أن يستنشق الهواء في دفعتين أو نحوها في مثل ذلك فإنه ينذر بتشنج لأن ذلك لا يكون إلا وقد عرض للعضل الذي يكون به التنفس شيء من التشنج ، وإن تزيدت الحال فيه صار في جميع البدن تشنج ظاهر. السادسة من الفصول : قال : التنفس الذي لا يستتم انبساط الصدر فيه في مرتين ـ وهو الذي يستنشق استنشاقاً كالحال عند بكاء الصبى ـ إما أن يكون من ضعف عضل الصدر وذلك إنما يكون من سقوط القوة ، وإما أن يكون من يبس آلات النفس ، وربما كان منهما ، وربما كان من حال قريبة من حال التشنج في آلات الصدر فإن القوة الضعيفة إذا عجزت أن تبسط الصدر بقدر الحاجة في ضربة وقفت وقفة تستريح فيها ثم عادت فاستمت فعلها ، والالة الصلبة لا تواتي القوة التي تبسطها بسلامة فتقف في انبساطها قسراً ، وأما الحال القريبة من التشنج فإنها تفعل هذا التنفس إذا غلب البرد على عصب الصدر وعضله والحمي تبري ء هذه الحالة فلذا کان ذلله مع حمي فليس / يكون إلا من صلابة آلات التنفس أو غلبة اليبس عليها وذلك رديء في الأمراض الحادة ، والتنفس الذي يستتم انبساطه في مرتين ردياء جداً في الأمراض الحادة. من الأمراض الحادة : قال : شدة الحاجة إلى إخراج التنفس وهو الانقباض يكون لكثرة اجتماع البخارات الغبارية أو الحدتها ، وذلك يكون إما لكثرة الحرارة وإما لرداءة الأخلاط ، قال : وخروج النفس من النائم أعظم وخاصة إن كان قد تناول طعاماً كثيراً لأن البخارات الدخانية تكثر في جوفه لاجتماع الحرارة. الثانية من آراء أبقراط وأفلاطون : قال : إخراج النفس عفواً يكون بآلات غير التي يكون بها قسراً إخراجه ، أعني شدة الحركة والرياضة وكذلك إخراج الهواء الذي يكون عفواً يكون بعضل غير ذلك الذي يكون به إخراجه قسراً.

**************************************************************
(1) الفصول هو كتاب الفصول لأبقراط سبع مقالات وفسره جالينوس جعله في سبع مقالات.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 19 ـ

  الثانية من الثانية من أبيذيميا : قال : في النفس العظيم يتحرك الصدر / كله ، وأما في النفس الصغير فإنه يتحرك منه الحجاب فقط والمواضع التي فيما بين الأضلاع.
  الثانية من الثالثة : أصحاب الذبحة (1) إذا صار تنفسهم قصيراً فتلك علامة جيدة ، وأصحاب السرسام وأصحاب اختلاط العقل إذا صار نفسهم متواتراً فتلك علامة محمودة ، أصحاب اختلاط العقل يتنفسون تنفساً متفاوتاً عظيماً ، والنفس الذي بالضد يدل على نقصان العلة ، وأصحاب الذبحة فلأنهم لا يقدرون أن يتنفسوا لهذا تطول مدة إدخال الهواء وإخراجه فيهم فيكون نفسهم في زمن طويل فإذا قصر ذلك دل على سعة قد حدثت للمجرى ، وبالجملة فالنفس المضاد للمرض جيد : قال : أصحاب الذبحة تطول مدة دخول الهواء وخروجه فيهم لضيق الآلة فلذلك لا بد أن يكون متواتراً ليستدرك ما فات في طول المدة ، والتفاوت فيهم علامة جيدة ، وذلك أنه يدل على أن زمان إدخال الهواء وإخراجه قد نقص ولا ينقص ذلك إلا لسعة قد حدثت.
  الثانية من الثالثة : إذا كان في التنفس تتحرك ورقة الأنف / فذلك يكون إما لأن القوة قد خارت وإما لأنه قد أشفى على الاختناق وإما من ذبحة وإما من مدة أو خلط في الصدر والرئة ، قال : وهذا التنفس يتحرك فيه أعالي الصدر إلى ما يلي الكتفين ، قال : الإنسان ما دام بالحال الطبيعية ولم يحصر ولم يتحرك ويتنفس فإنما يكون بأسافل الصدر مما يلي الحجاب وقد بينا ذلك في كتابنا في علل التنفس فإذا احتاج إلى هذا أكثر حرك مع ذلك أعالي صدره مما يلي الكتفين حتى يحرك صدره كله حركة استكراه وهذا يعرض في الصحة عند الحركة الشديدة ، وفي هذا الحال إنما تحتاج إلى هذا التنفس ليزيد الحاجة ؛ فأما في ذات الرئة ونحوها فإنما تحتاج إلى ذلك لضيق لأن الآلة إذا ضاقت احتاجت أن تستدرك ما فات فيعظم الانبساط.
  الرابعة من الثالثة : النفس المتفاوت الصغير يحدث إذا ماتت القوة الحيوانية وهذا يخرج من الأنف والفم وهو بارد وهو مهلك لا محالة ، وأما النفس القصير المتفاوت فيدل على وجع في آلات التنفس أو في الأعضاء التي تتحرك بحركتها ، والنفس في الحميات القوية عظيم متواتر.
  أهرن قال : قد يكون ضرب من رداءة التنفس لا لعلة من آلات النفس أكثر من أن الحجاب انشال إلى فوق وانحط إلى أسفل.
  الرابعة من الأعضاء الآلامة : قال : انزل أن إنساناً يحرك صدره كله في التنفس حتى تکون حرکته تصعد وتبلغ من قدام الى الترقوتين ومن الجانبين الى معظم لحم الکتفا ومن خلف إلى معظم الکتفين.

**************************************************************
(1) الذبحة ـ بكسر المعجمة وضمها ـ وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 20 ـ

  أقول : إن هذا التنفس يدل على ثلاثة أشياء إما حرارة ملتهبة في القلب أو في الرئة ، وإما ضيق في بعض آلات النفس ، وإما لضعف القوة المحركة لعضل الصدر فيثبت حينئذ فانظر إلى النبض هل يدل على كثرة الحرارة ثم انظر في مخرج النفس أعني الانقباض هل يكون كثيراً دفعة بنفخة فإن هذا ينذر بحرارة كثيرة ومع هذا حمى الصدر ، فإن وجدته مع ذلك حاراً ملتهباً فقد صح الأمر أنه للحرارة وتؤكد على ذلك حمرة العينين والوجه والعطش والحرارة في الراس ويبس اللسان وخشونته وقول المريض إنه يحترق احتراقاً ، فإن كانت علامة / الحرارة ليست بظاهرة والصدر ينبسط كك أعظم انبساط ففي آلات التنفس شيء من الضيق : إما ضيق في الحنجرة فلا يدخل الهواء ، وإما أن يكون في الصدر والرئة أخلاط أو خراج من ورم أو رطوبة ، وإن وجدته يحرك (1) جميع صدره وأعلاه وأسفله في التنفس وتنظم ورقتا الأنف منه ومع تحريكه لجميع الصدر لا ينبسط كثيراً بل إنما يتحرك فإن ذلك لضعف عضل الصدر ، وذلك أن ضعف الصدر يضطر أصحابه بأن يستعملوا جميع العضلات ليستدركوا بالكثرة ما فات بالقوة ثم ذكر ها هنا ذكراً شافياً فاقرأه من حيث يقول الكلام في تعرف المواضع العليلة ممن به رداءة التنفس ، فاقرأه وحوله إلى منفعة التنفس.
  قال : يتنفس الصبيان أكثر وأشد تواتراً لأن النثر فيهم أكثر فهم يحتاجون إلى إخراج فتور الأخلاط ، والمشايخ أقل وأبطأ وأشد تفاوتاً وما بين ذلك بحسب ذلك وكذلك الحال في الأزمان والأمزاج فإن الحارة تحتاج إلى نفس أكثر وبالضد ، قال : والممتليون / من الغذاء يتنفسون تنفساً صغيراً متواتراً لضيق الحجاب عليهم من أجل تلك المعدة وكذلك الحبال والمستنشقون.
  الثامة من التشريح الكبير (2) : قال : ما دام الحيوان صحيحاً فإنما يحرك نفسه من أسفل الصدر فقط.

في القروح الحادثة في فضاء الفم کله الى الحلق والقلاع ونزف الدم الکائن من الفم من فصد وغيره يحول إلى ها هنا والأورام والبثور ونحو الحادثة في الفم
  يستعان بقوانين القروح الباطنة وبباب الأسنان ويحول باب اللثة الى باب الأسنان.

**************************************************************
(1) كذا في نسخة ، لعله : يتحرك.
(2) هو كتاب علاج التشريح لجالينوس وهو الذي يعرف بالتشريح الكبير كتبه في خمس عشرة مقالة وذكر أنه قد جمع فيه كل ما يحتاج إليه من أمر التشريح ، وله أيضاً عدة كتب في التشريح سواه.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 21 ـ

  الخامسة من حيلة البرء : ما كان من قروح الفم ذات صديد كثير فإنها تحتاج إلى أدوية تجفف بقوة كالديفروحس (1) وحده أو مع عسل أو شراب معسل والأيارج والدواء المعروف ببرود العين إما يابساً وإما معجوناً بعسل.
  لي : هذا ثم يزاد الإفراطاطيقون مدوفاً بشراب معسل أو غير معسل أو تلطخ هذه القروح بأقراص موشاس وعصارة السماق والحصرم وبسائر ما يجفف تجفيفاً قوياً ، فأما التي هي أقل رطوبة وأبعد من الرداءة فالتي تجفف تجفيفاً يسيراً تبلغ ما يحتاج إليه كالأدوية المتخذة بالتوث وثمرة العليق وعصارة قشور الجوز الطب وأبلغ من هذه المتخذ بعصير العنب وجوز السرو ، فأما القروح التي في غاية الرطوبة وهي قريبة من العظم فلا يؤمن بهذا السبب أن يفسده ويحتاج إلى أدوية قوية اليبس جداً من أجل طبيعة العظام أنها يابسة وكذلك أسحق أنا أقراص موشاس وأجعلها على الموضع يابسة.
  لي : مثل هذا يحتاج إلى الفلدفيون الذي فيه شيء صالح من أقاقيا أو من جفت كل البلوط وما أصلحه في مثل هذه المواضع لأنه يمنع / العفن البتة وكذلك يفعل الخل والملح المعتق في شمس إذا تمضمض به وأمسك في الفم منع العفن.
  لي : لحم الفم يابس خلا اللسان فلا تظن أن جالينوس ناقض ها هنا في استعماله في الفم أدوية قوية اليبس وله مع ذلك قوله إنه عضو تدوم فيه الحرارة والرطوبة فهو لذلك يقرب من العفن لأنه لا يتروح كسائر المواضع المكشوفة فيحتاج لهذا أن يجفف جداً ليؤمن العفن فيه.
  الميامر : لي : على ما رأيت مما يعظم نفعه لقروح الفم الحارة والقلاع والسحج والورم الحار : ورد وبزر الورد وصندل وسماق وطباشير وزعفران وعدس مقشر وماء وررد ووالزعفران والماورد نافع لهذه العلة.
  السادسة من الميامر : يعم الأورام الحادثة في الفم أن تحتاج إلى المبادرة بفصد وحقنة وإسهال كسائر الأورام ثم إن الغشاء المخلل الداخل الفم كله أكثر تخلخلاً وأشد لم ليناً من الجلد المخلل لجميع / الجسم ، وتوق من أدوية الفم أن لا تكون أشياء إذا نزلت في الحلق أضرت ، قال : إذا حدث في الفم قروح أسرعت في العفن الحرارته دواء للعفن في الفم وجميع الأعضاء : قلقطار جزءان نورة جزء زرنيخ نصف جزء يسحق جميعا ويستعمل.
  لي : ما أجود تركيبه فاعتمد عليه وألق ملحاً في خل ثقيف جداً وأمسكه في الفم

**************************************************************
(1) من الجامع للمفردات 2 / 120 .

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 22 ـ

  فإنه يدفع العفن وغيره فإن غلب العفن فاكو الموضع العفن كله ثم ضع على / الخشکريشة عسلامع ورد وبزره وترده الى آن تنقلع الخشکريشة والى آن يبراً.
  ج : في القلاع : هو قروح تحدث في الغشاء المغشي على داخل الفم معها حرارة نارية وأكثر حدوثها في أفواه الصبيان وخاصة إن كان اللبن ردياً أو كان العضل لا يستمرىء لينه (1) جيداً وعلى الأكثر هي سهلة العلاج تخف وتسكن بالقابضة باعتدال ، وربما طالت / وتأكلت وعسرت وهذه تحتاج إلى أدوية أقوى.
  للقلاع الخبيث : شب عفص يسحقان كالغبار ويدلك به الفم جيداً فإنه يقلع قشورا ويذهب الداء واعمل على أن نغمس الإصبع في زيت ثم اغمسها في هذا الدواء وادلك به الفم جدا ويتمضمض بزنجار وخل ويدلك بعفص وخل.
  للقلاع الاسود جيد مجرب : ز بيب دون عجم انيسون عسل يعجن به ويطلي به القلاع مکانه فقط.
  آخر : حضيض سماق عسل ورد عدس مقشور ونحوها من الأدوية الخفيفة للقلاع ، فأما العفص والزنجار والقلقنت والزاج ونحوها فللقلاع الرديء والعسل يدخل مع هده.
  قال ج : استعمل الخفيف في القلاع الخفيف والقوي في القوي ، والعفص متى سحق بخل غليظا وطلي به دواء قوي في القلاع الرديء ، وشحم البط وهذا لا يصلح للقلاع الذي فيه عفونة والعفصة والحارة الذي مع عفونة : قال : وسيلان اللعاب الکشير دال على قوة العلة ، قال : والقلاع الأحمر من جنس الفلغموني ، والأصفر المشرق من جنس الحمرة ، والأبيض من جنس البلغم ، والمزمن الكمد / من جنس السوداء ، وكذلك الأخضر والأسود ، وما كان معه تلهب وحرارة فالصفراء فيه أغلب ، فإذا عرفت هذا وكنت عارفاً بقوى الأدوية وباستعمالها بحسب الأبدان والأعضاء سهل العلاج ، قال : أنا أطعم الأطفال الذين قد صاروا يأكلون ممن به قلاع عدساً مع خبز يسير ومخ عظام الأيل والعجل وسفرجلاً وتفاحاً وزعروراً وغبيراء (2) وإن كان لهيباً خلطات وأطعمت خساً وهندباء ، والذين لا يأكلون أطعم المرضعة هذه الأشياء ، والمائل من القلاع إلى الحمرة أطل (3) أبدان الصبيان في الابتداء بما يقبض قبضاً يسيراً

**************************************************************
(1) في القانون 2 / 181 . وقد يعرض (القلاع) للصبيان كثيراً بل أكثر ما يعرض لهم إنما يعرض لرداءة اللبن أو سوء انهضامه في المعدة.
(2) وغبيراء کحميراء سنجد وهو بري وبستاني بارد يابس ـ بحر الجواهر ، خاصتها النفع وقمع حدة الصفراء المنصبة إلى البطن والأمعاء.
(3) كذا في نسخة ، والظاهر : أطلي.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 23 ـ

  ويبرد اکثر ، وبعد بما يحلل بلا لاذع ، والمائل إلى الحمرة المشرقة أزيد في تدبير الطلاء ، والأبيض بالأدوية التي تجلو ، والكمد الأسود بما يحلل تحليلاً قوياً ، ومن كان منهم أكبر من هؤلاء أعالجهم بهذا وأزيد فى قوة الأدوية ، والأبدان التامة أعالجها بأقوى من ذلك الجنس من الأدوية ولم أزل إلى هذه الغاية أكتفي في علاج هؤلاء كيك بالزاج وكنت أكتفي / منهم بالزاج مخلوطاً بشراب قابض.
  وإن كان القلاع وسخاً سحقت الزاج بشراب معسل وزدت في قوته ونقصت ورققت وغلظت بقدر ما يحتاج إليه وأطل (1) موضع العلة ، ومما ينفع هؤلاء ـ أعني الأبدان القوية التامة نفعاً بليغاً : القلقطار المسحوق بالزيت إلا أن هذا قوي جداً ، فأما القلاع المبتدىء فعصارة الحصرم مسحوقة بالشراب والسماق ، واما الصبيان فيکفيهم بزر الورد والورد وطبيخ الأشياء الخفيفة القبض ، وكذلك أصحاب الأبدان الرطبة الرخصة إذا كان القلاع خفيفاً ، وأما القلاع الرديء وخاصة في بدن صلب ليس برطب فيحتاج إلى أقوى الأدوية وهي التي تقبض قبضاً قوياً والتي تلاذع لذعا شديدا.
  قال : والزيت وحده رديء للقلاع لأنه يرخي ويرطب ويوسخ إلا أنه إذا خلط بالقلقطار سكن عادية القلقطار وصلحا جميعاً لأن القلقطار يلذع لذعاً شديداً وكان دواءاً نافعاً كالشمع والدهن والزنجار فإن عفن القلاع وصار قروحاً فلا تسمه حينئذ ـ قلاعاً (2) لكن قروحاً / عفنة وعتل ستعمل لهذا أدوية القروح العفنة.
  لي : هذه القوية التجفيف المحرقة الكاوية والقوية القبض معها ومنها الدواء الحاد الذي قلنا من قلقطار وزنجار ونورة والذي يعمل من خل وملح ونحوه ها هنا ، ووصف رجل القلاع الصبيان أنه لا ينبغي أن يأكلوا المالح والحامض والقابض ، قال قد أصاب وينبغي أن تنظر في الحامض.
  الثانية من الفصول : القروح الكائنة في الفم الأمر فيها بين أنها من غلبة الصفراء.
  من اختصار حيلة البرء : القروح التي في الفم تحتاج لرطوبة الموضع : إلى تجفيف قوي جداً ولا يحتمل اللسان ذلك لكثرة حسه وحركته ورخوصته.
  اليهودي : من أجود ما تداوى به البثور في الفم واللسان : الماميران الصيني ثم الفوتنج والورد والسماق والجلنار والکافور والطباشير.

**************************************************************
(1) کذا في نسخة ، والظاهر : اطلي ـ آخره ياء.
(2) هكذا ذكره الشيخ أيضاً في القانون : نقلاً عن جالينوس ومن عادة جالينوس أن يسميها (القرحة) قلاعاً ما دامت في السطح فإذا تعفنت وغاصت لم يسمها قلاعاً بل قروحا خبيثة وهي التي تحتاج إلى أدوية كاوية ، ووقع في نسخة : فلا تسمه ، وفي نسخة أخرى : فلا نسمه ـ بالنون ، والظاهر : فلا نسميه ـ القانون 2 / 181.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 24 ـ

  فلقيديون (1) للعفن والاكلة : فوتنج ماميران جلنار زرنيخ کافور / قاقلة کبابة طباشير يذر عليه العفن ويسکن.
  لي : برود للفم جيد : ورد طباشير عدس مقشور طر خون مجفف مسحوق وورقه وأصله كبابة تذر عليه.
  برود ، لي : ثمام سماق جلنار عدس مقشور طباشير بزر البقلة الحمقاء كبابة أصل الطرخون ورد صندل كافور قليل يجعل على اللسان ويتمضمض بخل حصرم وما ورد ودهن ورد ان کان بها وجع.
  اليهودي : ما كان من القلاع أسود وهو الآكلة الردية فعالجه بالفلدفيون (2) الذي هو على هذه الصفة : زرنيخان أقاقيا قاقلة ورد وصندل كافور يذر على الموضع الأسود ، وإن كان أبيض فعالجه بالكزمازج وهو ثمرة الطرفاء.
  برود للفم : سماق بزر الورد نشا بزر البقلة الحمقاء طباشير سکر طبرزد کافور زعفران ينفخ في الفم مرات ، ومما ينفع من القلاع الفاسد الرديء أن يحرق مازريون ويوضع رماده على موضع الوجع والبثور ، آو يطبخ الماز ريون بخل ويتمضمض به ولا ينزل الى الحلق. في اللهاة : يعجن العفص بخل ويطلي به اليافوخ من الصبيان فانه يوري من اللهاة ، وينفع من اللهاة أن يديم الغراغر بالمياه القابضة ، ومما ينفع : / ماء پا الجبن والملح وأن يتغرغر باللبن الحامض الرايب.
  مجهول : برود للفم : صفرة الورد يعني بزره او ورده منقي ستة نوشادر اثنان زعفران نصف طباشير واحد ونصف كافور ربع بزر البقلة الحمقاء اثنان سكر طبرزد واحد ونصف كبابة مثله ينعم سحقها ويستعمل.
  آهرن : برود للحلق والفتم : طباشير نشا حب الورد زعفران من کل واحد در همان حب الفرفير ثلاثة در اهم عفص سماق قاقلة من کل واحد نصف سکر مثل الجميع يدق الكل وينفخ في الحلق والفم.
  لي : برود جيد من البثور في الفم : بزر الورد طباشير سماق کبابة عدسي مقشور عاقرقرحا كافور ورق الطرخون المجفف ينعم سحقها ويجعل في الفم ، ورأيت جميع الأشياء التي لها آثار الطرخون (3) في الفم كالكبابة والعاقرقرحا نافعة للبثور في الفم.

**************************************************************
(1) وذكره صاحب أقصرائي 289 / 2 في علاج القلاع بلفظ الفلدفيون ومثله في بحر الجواهر ، ولعله هو المراد هاهنا وهو دواء مرکب يکون فيه زرنيخان.
(2) من بحر الجواهر وأقصرائي ، وقد سبق عليه التعليق آنفا.
(3) طرخون معرب ترخان وهو صنف من البقول المعروفة حار يابس وقيل بارد مخدر.

 الحاوي في الطب ج (4)   ـ 27 ـ

  آهرن : برود جامع للقلاع : سماق بزر الورد زعفران نشا سکر طبرزد طباشير بزر 333 الغرفير بالسوية يطلي به لسان الصبي وغيره إن كان / البشر أحمر بماء الرمان الحلو ، وإن كان القلاع أبيض فبسكنجبين أو بعسل ، وإن كان في الحلق فانفخه فيه فإنه جيد بالغ ، وأما القلاع الرديء الأبيض فعالجه بزاج محرق وإيرسا وشب ومر وعسل.
  قال : وينفع من القلاع والبشر في فم الصبي والحمى الحادة والعطاش للصبي : طباشير وورد وحب الخيار من کل واحد جزء هيوفاريقون نصف جزء اعجنه بعصير الكزبرة الرطبة واجعله أقراصاً واسق الصبي منه قليلاً ، امتنع صبي من اللبن فأمرت أن يدالله فمه بسکر طبرزد فسکنت البثور منه وعاود المص.
  القلاع إذا كان ملتهباً حاراً يحتاج أن يكون البرد غالباً على أدويته مثل هذا التركيب : بزر الورد بزر الرجلة عدسي مقشر نشا ما ميثا صندل سماق کافور يسير ، وان کان اللهيب أقل احتاج أن يكون القبض أقوى مثل هذا : ورد سماق جلنار عفصل فج ثمرة الطرفاء ، وإن كان القلاع أبيض فزد فيه من الأدوية الحارة من أدوية القلاع مقدار ذلك مثل هذا ورد عدس مقشر جلنار عفص شب سعد زعفران كبابة قاقلة عاقرقرحا ويستعمل ، وهذه الخمسة من أدوية القلاع وهي حارة أعني السعد والزعفران والكبابة والقاقلة والعاقرقرحا وقديد خلامع هذه ابهل وجوز السرو ، وإذا كان القلاع خالص البياض أو مائلاً إلى السواد فيحتاج الأسود إلى أدوية محرقة كالقلقطار والزنجار والشب ونحو ذلك.
  بولس : متى حدث نزف دم من الفم يدق الكراث وضعه عليه واسحق إسفنجاً مسخناً قد غمس بزيت مطبوخ حتى غلظ وضمده عليه وغرغره بالقابضة الباردة بالفعل جدا ، قال : وقد يكون من الفساد الطحال قروح في اللثة ردية جداً.
  لي : استعن بسائر علاج نزف الدم ، قال : إذا تعفنات القروح في الفم فلا شيء أذهب لها من زرنيخ ونورة وقلقطار وزنجار ونحو هذه فإنها تجففها تجفيفاً قوياً ، خبرني صديق لي أنه أكل حب الحنظل المطيب الصيحان فأصابه في فمه سلاق (1) هاي شديد فأمره بعض / الناس آن ياخذ رب الضرو (2) في فمه وي مسکه ساعة حتى يمتلي ء فمه ثم يرسله ويترل حتى يسيل کل ما سال منه فذهب ذلال البتة.

**************************************************************
(1) السلاق ـ بالضم ـ بشر يخرج على أصل اللسان ، وقيل هو تقشر في أصول الأسنان أو في جلد الإنسان ، ويقال أكثر الغلظ في الأجفان عن مادة غليظة ردية أكالة بورقية يحمر بها الأجفان وينتشر الهداب ويؤدي إلى تقرح أشفار الجفن يتبعه فساد العين ، والمراد هاهنا هو الأول.
(2) الضرو ـ بکسر الضاد المعجمة کما ضبطه بالاعراب صاحب المعتمد ص 297 : من شجر الجبال ، وهي مثل شجر البلوط ، إلا أنها أنعم ، وتشمر عناقيد مثل عناقيد البطم ... نافع من استطلاق البطن والقلاع غاية النفع.
الى هنا